أُطلق اليوم احتفال مناسبة “الطنطورة” من قبل سكان العلا في البلدة القديمة. تُعد هذه المناسبة واحدة من أبرز التقاليد الثقافية المتوارثة في المنطقة، وقد شكلت على مدى عقود حجر أساس حاسماً في تنظيم الحياة الزراعية وتحديد بداية موسم الشتاء.
تمثل “الطنطورة” مزولة شمسية تاريخية اعتمد عليها أهالي وسكان العلا في الماضي لمعرفة تغير الفصول ومواعيد بدء المواسم الزراعية، مما جعلها عنصراً محورياً في تنظيم دورة العمل الزراعي والحياة اليومية في الواحة عبر الأجيال المتعاقبة.
الإرث الثقافي
حضر المناسبة عدد من سكان العلا والزوار، في أجواء استحضرت ذاكرة المكان، وعكست ارتباط المجتمع المحلي بإرثه الثقافي، وأظهرت اهتمام الزائرين بالتعرف على أحد أبرز مظاهر التراث الثقافي غير المادي في المنطقة.
تضمنت الفعالية عدداً من الأنشطة الثقافية والتراثية التي سلطت الضوء على القيمة التاريخية للطنطورة ودورها في توثيق العلاقة بين الإنسان وبيئته الزراعية، وذلك إلى جانب عروض تراثية، وتجارب في الحرف التقليدية، وشرحاً تعريفياً عن تاريخ الطنطورة واستخداماتها، وأنشطة أعادت إحياء معالم من الحياة القديمة في العلا.
أهمية الطنطورة
يساهم إحياء هذه المناسبة في رفع الوعي بأهمية الطنطورة كشاهد ثقافي على الممارسات الموسمية التي شكلت نمط حياة السكان، خاصة ارتباطها بالإعلان عن بداية الشتاء وما يرافق ذلك من استعدادات زراعية لموسم الشتاء. وتحرص الهيئة الملكية لمحافظة العلا على الشراكة مع السكان في إحياء هذه الممارسات الثقافية المتوارثة ودعم حضورها كجزء أصيل من الهوية المحلية.
يجسد استمرار الاحتفاء بمناسبة “الطنطورة” حرص سكان العلا على الحفاظ على إرثهم الثقافي ونقله وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي، مما يساهم في تقديم تجربة أصيلة تثري فهم الزوار لقيمة التراث المحلي وعمق ارتباطه بالمكان والزمان.
الطنطورة
كانت الطنطورة قرية فلسطينية ساحلية تاريخية تقع قرب حيفا، عُرفت بمينائها القديم الذي يعود إلى الفترتين الفينيقية والصليبية. في عام 1948، خلال الحرب العربية الإسرائيلية، تم تهجير سكان القرية وتدمير معظمها بعد هجوم عسكري شنته القوات الإسرائيلية. يقع الموقع الآن ضمن مستوطنة وشاطئ دور (أو نحشوليم) الإسرائيلي، ولم يبقَ سوى بقايا قليلة مرئية، مثل قصر مختار القرية السابق.
العلا
العلا هي واحة تاريخية ووادي في شمال غرب المملكة العربية السعودية، تشتهر بمقابر الحجر (مدائن صالح) الأثرية الضخمة، وهي موقع تراث عالمي لليونسكو كان يمثل حصناً جنوبياً رئيسياً لمملكة الأنباط قبل أكثر من 2000 عام. تحتوي المنطقة أيضاً على بقايا مملكتي الدادانيين واللحيانيين القدماء، مما يجعلها موقعاً ذا أهمية أثرية بالغة. وهي اليوم مركز للسياحة الثقافية، تدمج بين تراثها القديم ومبادرات فنية وحفظ حديثة.
البلدة القديمة
تشير “البلدة القديمة” عادةً إلى النواة التاريخية لمدينة ما، والتي غالباً ما تتميز بعمارة محفوظة وشوارع ضيقة ومعالم من أقدم فتراتها. تعود هذه الأحياء عادةً إلى العصور الوسطى أو بداية العصر الحديث وكانت في الأصل تشكل التجمع السكني بأكمله قبل التوسع الحضري. وهي اليوم مواقع ثقافية وسياحية شهيرة، تقدم لمحة عن أصول المنطقة ونمط حياتها التقليدي.
الهيئة الملكية لمحافظة العلا
الهيئة الملكية لمحافظة العلا هي هيئة حكومية سعودية أُنشئت عام 2017 للإشراف على التطوير طويل الأمد والحفاظ على منطقة العلا، وهي منطقة شاسعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية تشتهر بتراثها الطبيعي والثقافي الاستثنائي. وهي مسؤولة عن تحويل المنطقة، التي تضم مدينة الحجر النبطية القديمة (أول موقع تراث عالمي لليونسكو في السعودية)، إلى وجهة عالمية للثقافة والسياحة والعيش المستدام. يهدف عمل الهيئة إلى حماية تاريخ المنطقة البشري الذي يمتد 200 ألف عام مع خلق فرص اقتصادية واجتماعية جديدة.