مدينة بيكاسي – يشكل احتفال يوم الطالب الديني، الذي يصادف 22 أكتوبر 2025، لحظة دافعة للطلاب الدينيين (السانتري) للسير نحو تغيير حضارة العالم الإسلامي.
وجه سياسي من مدينة بيكاسي رسالة خاصة لطلاب المدينة الدينيين، حثهم فيها على أن يكونوا محركًا للتنمية البشرية وأن يعززوا الروح الوطنية القائمة على قيم الإسلام السني.
ويرى أن يوم الطالب الديني يُجسد في الواقع تاريخًا سطّره الشيخ حاجي هاشم أشعري عند إصداره “قرار الجهاد” لمحاربة المستعمرين.
ولذلك، يجب على الطلاب الدينيين الاقتداء بالروح التي أظهرها الشيخ حاجي هاشم أشعري آنذاك، من حيث الحماس لتطوير مناطقهم من خلال الإسهامات.
وأكد قائلاً: “يجب أن تكون الروح التي أظهرها هذا العالم الإسلامي عِدة للطالب الديني ليقدم إسهامات ملموسة في التنمية، سواء ماديًا أو من خلال القيم الدينية الروحية التي يتحلى بها”.
وفي تلك المناسبة، أعرب أيضًا عن أعلى تقديره للطلاب الدينيين في مدينة بيكاسي الذين أثبتوا جدارتهم من خلال الإسهام في إثراء مسيرة التنمية ذاتها.
وقال: “قدمت المدارس الدينية (البيسانترين) في مدينة بيكاسي إسهامات استثنائية في تعليم طلابها، مما يمكنهم من المشاركة في بناء مدينتهم. مرة أخرى، أتمنى لكم يوم طالب ديني سعيد. ليظل الطلاب الدينيون دائمًا متقدمين وناجحين”.
كما أكد على أهمية السلوك الذي يجب أن يتحلى به الطلاب الدينيون في الحفاظ على وحدة دولة جمهورية إندونيسيا.
وختم بالقول: “كخط دفاع أول، يجب على الطالب الديني أيضًا أن يكون قادرًا على الحفاظ على وحدة دولة جمهورية إندونيسيا من مختلف الأمور التي قد تعكر صفو الوحدة والتماسك اللذين رعاهما وضرب المثل فيهما العلماء الإسلاميون من خلال أفعال دينية هادئة ومعتدلة. ويجب أن نتذكر أن ‘بانكاسيلا’ (الأيديولوجية الوطنية) غير قابلة للمساومة”.
يوم الطالب الديني
يوم الطالب الديني (هاري سانتري) هو مناسبة وطنية في إندونيسيا، أُسست عام 2015. وهو يُكرّم إسهامات الطلاب الدينيين المسلمين والعلماء في كفاح استقلال إندونيسيا ضد القوات الاستعمارية الهولندية عام 1945.
الشيخ حاجي هاشم أشعري
كان الشيخ حاجي هاشم أشعري عالمًا إسلاميًا إندونيسيًا مؤثرًا للغاية ومؤسس نهضة العلماء (نهدلات أولاما)، إحدى أكبر المنظمات الإسلامية في العالم، عام 1926. يُبَجَّل كبطل قومي لدوره في تعزيز التعليم الإسلامي وقيادته لحركة استقلال إندونيسيا ضد الاستعمار الهولندي. ولا يزال إرثه مستمرًا من خلال الشبكة الواسعة للمدارس الدينية والتأثير الاجتماعي والديني المستمر لنهضة العلماء في إندونيسيا.
قرار الجهاد
يشير مصطلح “قرار الجهاد” في السياق الإندونيسي إلى القرار التاريخي الذي أصدره الشيخ حاجي هاشم أشعري، مؤسس نهضة العلماء، في 22 أكتوبر 1945، والذي حث فيه المسلمين الإندونيسيين على الجهاد للدفاع عن استقلال إندونيسيا الوليدة ضد القوات الاستعمارية الهولندية التي حاولت العودة. ويُحيي يوم الطالب الديني ذكرى هذا القرار.
أهل السنة والجماعة
“أهل السنة والجماعة” هو التيار الإسلامي السني السائد الذي يتبع القرآن وسنة النبي محمد كما فُهمت من خلال إجماع علماء الأمة الأوائل. في السياق الإندونيسي، غالبًا ما يرتبط المصطلح بمنظمة نهضة العلماء وتقاليدها الفقهية والعقدية المعتدلة.
المدارس الدينية الإسلامية
المدارس الدينية الإسلامية، المعروفة باسم “بيسانترين” في إندونيسيا، هي مؤسسات تعليمية تقليدية تركز على تدريس القرآن والفقه الإسلامي والعقيدة. تجمع عادةً بين التعليم الديني وبناء الشخصية، وتُعزز مجتمعًا مترابطًا بين الطلاب والمعلمين، ولها دور تاريخي في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتنمية المجتمع.
دولة جمهورية إندونيسيا الموحدة
دولة جمهورية إندونيسيا الموحدة هي دولة ذات سيادة وأكبر دولة أرخبيلية في العالم، تضم أكثر من 17000 جزيرة. أعلنت استقلالها عن هولندا في 17 أغسطس 1945، وتقوم هويتها الحديثة على الأساس الفلسفي “للبانكاسيلا”. تشتهر البلاد بتنوعها الثقافي واللغوي الهائل.
بانكاسيلا
البانكاسيلا هي النظرية الفلسفية التأسيسية لإندونيسيا. صاغها سوكارنو عام 1945، وتتكون من خمسة مبادئ تهدف إلى توحيد الأمة المتنوعة. هذه المبادئ هي: الإيمان بإله واحد، وإنسانية عادلة ومتحضرة، ووحدة إندونيسيا، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. وهي تشكل المبادئ الرسمية الأساسية للدولة الإندونيسية.