دافع وزير الدفاع راجناث سينغ بقوة عن إصلاح المؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة، قائلاً إن المنظمة، التي تواجه أزمة ثقة، فشلت في معالجة التحديات لأنها لا تتماشى مع الواقع الحالي.
وقال وزير الدفاع، دون تسمية أي دولة، إن بعض الدول تنتهك القواعد الدولية علانية في محاولة منها لإرساء هيمنتها.
ألقى سينغ هذه التصريحات في مؤتمر نظمه الجيش الهندي هنا يوم الثلاثاء. وفي خطابه أمام رؤساء جيوش الدول المساهمة بقوات حفظ السلام في الأمم المتحدة، شكك في الإطار متعدد الأطراف القديم للأمم المتحدة ودعا إلى إصلاحات.
وقال: “لا يمكننا مواجهة تحديات اليوم بأطر متعددة الأطراف قديمة. فبدون إصلاحات شاملة، تواجه الأمم المتحدة أزمة ثقة. من أجل عالم اليوم المترابط، نحتاج إلى تعددية أطراف مُصلحة تعكس واقع اليوم، وتمثل أصحاب المصلحة جميعاً، وتعالج التحديات المعاصرة، وتركز على رفاهية الإنسان.”
وفي إشارة إلى بعض الدول التي تتحدى القواعد الدولية علانية، قال إن الهند تقف بحزم من أجل تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد، بينما تدعو إلى إصلاح الهياكل الدولية القديمة.
وقال: “في الوقت الحاضر، تنتهك بعض الدول القواعد الدولية علانية، ويحاول البعض إضعافها، بينما يرغب آخرون في إرساء هيمنتهم على القرن القادم من خلال وضع قواعدهم الخاصة. وفي خضم كل هذا، تقف الهند بحزم من أجل تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد، بينما تدعو إلى إصلاح الهياكل الدولية القديمة.”
وقال وزير الدفاع إن هناك صوتاً يدعو إلى منح دور أكبر للدول المساهمة بأفراد عسكريين، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة. وقال: “يجب أن يكون لمن يخدمون على الأرض ويخاطرون، صوتٌ ذو معنى في صياغة السياسات التي توجه بعثاتهم.”
وقال سينغ إن الهند تعتقد أن نجاح حفظ السلام لا يعتمد على الأعداد فحسب، بل أيضاً على الاستعداد. فقد درب مركز الأمم المتحدة لحفظ السلام (CUNPK) الموجود هنا مشاركين من أكثر من 90 دولة.
يوفر هذا المركز تعليماً شاملاً قائماً على السيناريوهات، بما في ذلك التعامل مع الجماعات المسلحة، ومحاكاة العمليات الإنسانية تحت التهديد، وحماية المدنيين أثناء الأزمات.
ومعرباً عن إيمان الهند بالنظام الدولي، قال: “بالنسبة للهند، هذا ليس مجرد موضوع نقاش؛ فالآلاف من الهنود يعملون من أجل السلام والتنمية تحت علم الأمم المتحدة. وهذا مثال رئيسي يوضح مبدأ ربط وعود الهند بالأداء والالتزام بالدفاع عن النظام الدولي.”
وقال سينغ إن حفظ السلام لم يكن أبداً بالنسبة للهند عملاً اختيارياً، بل مسألة إيمان. وقال: “منذ بداية استقلالنا، وقفت الهند بحزم مع الأمم المتحدة في مهمتها للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.”
وقال سينغ إن الهند هي أرض المهاتما غاندي، حيث السلام راسخ بعمق في فلسفتنا للاعنف والحقيقة. فبالنسبة للمهاتما غاندي، لم يكن السلام مجرد غياب للحرب، بل حالة إيجابية من العدالة والانسجام والقوة الأخلاقية.