قدّر القائم بالأعمال في السفارة العراقية في أديس أبابا الأهمية الكبيرة التي تحظى بها إثيوبيا على المستويين الأفريقي والدولي، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
وأعرب عن سعادته بوجوده في العاصمة أديس أبابا، واصفاً إياها بالعاصمة الدبلوماسية الثالثة في العالم نظراً للنشاط الدبلوماسي المكثف والوجود الكثيف للبعثات الدولية فيها. وقال: “نحن محظوظون بالعمل في أديس أبابا. الحياة جميلة، والطقس معتدل، والنشاط الدبلوماسي مكثف”، مشيراً إلى أن هذا يمنح العمل الدبلوماسي زخماً خاصاً.
وأضاف أن السفارة العراقية تشهد حالياً نشاطاً متزايداً في تواصلها مع البعثات الأجنبية المعتمدة لدى إثيوبيا، إلى جانب الجهات الحكومية الإثيوبية، مشيداً بالجهود التي تبذلها الحكومة الإثيوبية في مجالات التنمية الاقتصادية والتقدم الشامل.
وتوقع القائم بالأعمال أن تشهد العلاقات الثنائية بين العراق وإثيوبيا تطوراً ملحوظاً في عدد من المجالات، أبرزها الاقتصاد وتبادل المنتجات الزراعية والنقل، بالإضافة إلى التعاون على المستوى الأفريقي.
كما أعرب عن أمله في تطوير قطاعي الطيران والنقل من خلال إطلاق رحلات جوية مباشرة بين بغداد وأديس أبابا، معتبراً الأخيرة بوابة مهمة للانفتاح على القارة الأفريقية.
وكشف أن إعادة فتح السفارة العراقية في أديس أبابا سيعزز العلاقات السياسية والدبلوماسية بين بغداد وأديس أبابا، ويدفعها نحو آفاق أوسع للتعاون المشترك.
يُذكر أن العلاقات الثنائية الإثيوبية العراقية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وتم افتتاح السفارة في مارس 2025.
أديس أبابا
أديس أبابا هي العاصمة وأكبر مدينة في إثيوبيا، أسسها الإمبراطور مينليك الثاني عام 1886. تُعد القلب السياسي والدبلوماسي لأفريقيا، حيث تستضيف مقر الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا. ينعكس تاريخ المدينة في مواقع مثل المتحف الوطني، الذي يضم الحفرية الشهيرة “لوسي”، وكاتدرائية سانت جورج، التي بُنيت للاحتفاء بانتصار إثيوبيا في معركة عدوة.
بغداد
بغداد هي عاصمة العراق، أسسها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في القرن الثامن الميلادي. أصبحت مركزاً أسطورياً للعلم والثقافة والتجارة خلال العصر الذهبي الإسلامي، وعُرفت باسم “المدينة المدورة”. وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بها بسبب الغزوات والصراعات الحديثة، إلا أنها تظل مركزاً تاريخياً وثقافياً رئيسياً في العالم العربي.
السفارة العراقية
تمثل سفارة العراق البعثة الدبلوماسية لجمهورية العراق في دولة مضيفة، وتُسهل العلاقات الدولية والخدمات القنصلية. تاريخياً، عملت السفارات العراقية عبر تغيرات سياسية متعددة، بدءاً من الملكية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى، مروراً بالجمهورية ثم حكم حزب البعث، وصولاً إلى الحكومة الحالية التي تشكلت بعد عام 2003. تُعد هذه السفارات مؤسسات أساسية للحفاظ على السياسة الخارجية للعراق ودعم مواطنيه في الخارج.
القارة الأفريقية
القارة الأفريقية هي ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، وتُعرف على نطاق واسع بأنها مهد البشرية، حيث وُجدت فيها أقدم الأدلة الأحفورية للإنسان العاقل. يشمل تاريخها صعود حضارات قديمة قوية مثل مصر ومالي، والاضطرابات العميقة لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي والاستعمار، وتطورها المستمر بعد الاستقلال عبر 54 دولة متنوعة. اليوم، هي قارة ذات تنوع ثقافي ولغوي وبيئي هائل، تواجه تحديات حديثة بينما تستمد قوتها من جذورها التاريخية العميقة.
إثيوبيا
إثيوبيا هي دولة غنية تاريخياً في منطقة القرن الأفريقي، وتُعتبر على نطاق واسع أحد أقدم مواقع الحضارة البشرية وكانت موطناً لمملكة أكسوم القديمة. وهي فريدة في أفريقيا لتجنبها إلى حد كبير الحكم الاستعماري طويل الأمد، والحفاظ على سيادتها، وهي أصل الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، إحدى أقدم التقاليد المسيحية في العالم. يشمل تراثها الثقافي كنائس لاليبيلا المنحوتة في الصخر، وقصور غوندار من العصور الوسطى، وأعمدة أكسوم القديمة.
العراق
العراق، المعروف تاريخياً باسم بلاد الرافدين، يُطلق عليه غالباً “مهد الحضارة” حيث كان موطناً لإمبراطوريات قديمة مثل السومرية والبابلية والآشورية، التي كانت رائدة في الكتابة والقانون والتطور الحضري. اليوم، هو دولة قومية حديثة تضم مواقع أثرية ذات أهمية عالمية، مثل أطلال بابل والمدينة القديمة أور، على الرغم من تعرض العديد منها لأضرار بسبب الصراعات الحديثة. يعكس تراثها الثقافي الغني مساهمات متعددة على مدى آلاف السنين من قبل شعوب متنوعة، بما في ذلك العرب والأكراد وغيرهم، ضمن نظام نهري دجلة والفرات.