أكدت نائبة وزير التعاونيات الدور المحوري لتعاونيات القرى في بناء النظام الاقتصادي الجديد لإندونيسيا، الذي يهدف إلى أن يكون أكثر شمولاً واستقلالية وإنصافاً. جاء هذا التصريح خلال كلمة ألقتها في قمة “إينفستور ديلي” 2025 تحت عنوان “النظام الاقتصادي الجديد” في جاكرتا.
وأوضحت المسؤولة أن الحكومة تحت قيادة الرئيس برابوو سوبيانتو تضع التعاونيات كمحور رئيسي للتحول الاقتصادي الوطني من خلال إنشاء 80 ألف تعاونية قرية/حي “الأحمر والأبيض” (KDKMP). ويوصف هذا البرنامج الكبير كخطوة ملموسة نحو تحقيق اقتصاد قائم على الشعب، وتعزيز الأمن الغذائي، وتقصير سلاسل التوريد التي ظلت تاريخياً تضعف موقع المزارعين والمشروعات الصغيرة.
وأضافت: “تعاونيات القرى الحمراء والبيضاء ليست مجرد برنامج، بل هي حركة استراتيجية لبناء الاستقلال الاقتصادي من القاعدة. هذا هو التجسيد الملموس لروح ‘أستا سيتا’، التي تؤكد أن التنمية الوطنية يجب أن تبدأ من القرى”.
وأشارت المسؤولة إلى أنه بحلول أوائل أكتوبر 2025، تم إنشاء ما مجموعه 83,132 تعاونية KDKMP، منها 81,857 حاصلة بالفعل على صفة الاعتبار القانوني. وأصبح أكثر من 996 ألف قروي أعضاء في التعاونيات، بينما يشارك 684 ألف آخرون بنشاط كإداريين ومراقبين. وقالت: “هذه الأرقام تظهر مشاركة شعبية استثنائية. لم تعد التعاونيات رموزاً قديمة، بل محركات اقتصادية جديدة على المستوى المحلي”.
وتعمل الحكومة أيضاً على تعزيز حوكمة التعاونيات عبر المنصة الرقمية “سيمكوبديس” (SIMKOPDES)، وهو نظام قائم على البيانات الفورية لمراقبة أداء وأنشطة تعاونيات القرى في جميع أنحاء إندونيسيا. وقد تم تطوير هذه المنصة لتعزيز الشفافية والمساءلة والكفاءة التشغيلية للمؤسسات التعاونية.
وأوضحت المسؤولة أن تعاونيات KDKMP تلعب دوراً حيوياً في بناء نظام اقتصادي شعبي أكثر كفاءة. فمن خلال التعاونيات، يمكن للقرى أن تدير بشكل مستقل توزيع السلع الأساسية، وخدمات الادخار والقروض، ومحلات البقالة، والصيدليات، ومستودعات الخدمات اللوجستية. وأكدت قائلة: “تفتح تعاونيات القرى أيضاً فرصاً للاستثمار المحلي في مجال الطاقة، والإسكان، والثروة الحيوانية، والاقتصاد الرقمي. نريد أن تصبح التعاونيات لاعباً رئيسياً، وليس مجرد مكمل”.
وأثناء المنتدى، سلطت المسؤولة الضوء أيضاً على أهمية الشراكات بين الحكومة، والمؤسسات المملوكة للدولة، والقطاع الخاص لتسريع تعزيز تعاونيات القرى. وتم ذكر عدة شركات كبرى، منها “بوبوك إندونيسيا”، و”آي دي فود”، و”بولوق”، و”تلكوم إندونيسيا”، و”بيه إل إن”، و”برتامينا”، و”بيوفارما”، و”هيمبارا”، كجهات أقامت تعاوناً لدعم منظومة KDKMP من خلال توفير الوصول إلى التمويل والتوزيع والتكنولوجيا. وقالت: “التعاونيات هي الجسر بين المصالح الاقتصادية للشعب وعالم الأعمال. هذه هي اللحظة المناسبة للقطاع الخاص للمشاركة في تعزيز الأساس الاقتصادي الوطني انطلاقاً من القرى”.
اختتمت المسؤولة العرض بتفاؤل بأن تصبح تعاونيات KDKMP الركيزة الأساسية للنظام الاقتصادي الجديد لإندونيسيا. ووفقاً لها، فإن نجاح التحول الاقتصادي لا يُقاس فقط بالنمو الكلي، بل بمدى قدرة سكان القرى على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتمتع بثمار التنمية. وقالت في ختام كلمتها: “نحن نبني أساساً اقتصادياً جديداً لا يعتمد على الواردات، بل ينمو من التعاون المتبادل والإنتاجية الذاتية للشعب”.
من جهة أخرى، قال متحدث آخر إن اتحاد رواد الأعمال الشباب الإندونيسي يدعم برامج الحكومة لأنها تركز على القاعدة الشعبية، مثل KDKMP وMBG. وأضاف: “تعاونيات KDKMP ليست منافساً أو تهديداً؛ بل إن عالم الأعمال هو جزء من التعاونيات ويمكن أن يتعاون معها”.
وأعرب ممثل آخر من شركة “بوبوك إندونيسيا” عن دعمه الكامل لتعاونيات KDKMP، بما في ذلك لتوزيع الأسمدة المدعومة. وأكد قائلاً: “لقد تم تقصير سلسلة توريد الأسمدة المدعومة، حيث تنتقل الآن مباشرة من المنتجين المتعاقدين مع الموزعين إلى نقاط التسليم، وإحداها هي تعاونيات KDKMP”.